حفظ الحقوق

رحمك الله يا ابي

رحمك الله يا ابي

اصبحت تلك اليتيمه

فلا تنظر الي بشيئ كن اعمى حين تراني لاني لن اجعلك ترى بعدها شيئا ابدا
فاحذر مقدار ما تستطيع وتجنب حزن امرآه فقدت كل الحياه واصبحت يتيمه .


منذ طفولتي وانا اعشق التأمل بالكون حولي فكان وقتي يمضي وبصري معلق في السماء
ايام تلبدها بالغيوم فاقتص منه صور لتشكيلات وتفرعات تلك الغيوم فتارة ترتسم معي على شكل طائره وتارة قلب وتارة سمكه وتارة بشر
وغيرها مما يكتبه الله فبعضها يتجسد كالحقيقه وبعضها يكون وهم كالسراب في عين الرائي ،
وايضا يمضى وقت وانا اتامل بديع خلق الله فالشمس والقمر والبحر وكل جماليات الحياة حولي
وفي الطيور والاشجار والاماكن والبشر اتوه واغرق داخلي وانا اسبح في فلك تاملها فلا ادرك نفسي ولا وقتي ولا المحيطين حولي
وحين كبرت واصبحت امتلك عدسه خاصه بي تحولت من الوقوف متاملها الى تخليد تلك الامور بالصور حتى امتلئت انا وامتلئت اجهزتي
بتلك الصور وكان زوجي ما بين معين لي في طريقنا الى مكان ما فتاره يقول انظري هناك افتحي جهازك وصوري ويقف حتى اشبع من تلك الهوايه
وتارة يمتعض ويغضب ويقول ليس وقت التصوير الان لن اقف حين نكون في طريقنا الى امر ضروري او هناك من يعرفه
وفي الاونه الاخير اصبح يتضجر اكثر من ذلك الامر ،
وخلاصة تلك المقدمه انه لا يحب الابتعاد عن المنزل ابدا ويرفض كل سفر او رحله لست معه فيها
او على اقل تقدير يرفض ان يمر يومه دون ان يراني امامه فعندما نكون في زيارة احد وهو في قسم وانا في قسم اخر يتعمد
روئيتنا انا وابنته كل كم ساعه حتى نغادر او نجتمع في مكان معا وهذه الفتره اجبرنا انا وهو على الابتعاد هو لانتدابه خارج المنطقه حيث كنا سنذهب معه
ولكن مشيئة الله كانت ان يذهب منفردا وانا بسبب تلك الظروف التي حدثت في منزل اهلى وابقتني لديهم وايضا اختبارات الابناء
المهم انه ذهب وحده وفي تلك الوحده اصبح يفعل كل ما افعله بل اقوى من ذلك كل ما افعله ولا يريده
ادمن باسكن روبنز بعد ان كان يمقته ،اصبح يسهر طويلا بعد ان كان يجن من سهري
اصبح يتامل الكون ويرسل لي كل حركه للغيوم ويسالني ماذا تشبه وماذا تعبر عنه
يصور الاماكن ويتحدث عن موقعها واهميتها وتاريخها بالمنطقه بعد ان كان يكره تلك الهوايه لدي
يصور البحر ،الطيور ،الحدائق،الحركات العفويه للبشر والكائنات اصبحت شغله الشاغل
بات يسالني اين تريدين ان اذهب غدا لاصوره لك ،ويطلب مني البحث عن تراث المنطقه واسواقها الشعبيه
ومالذي اريده منها لمعرفة بجنوني بكل ماهو قديم وشعبي،
عشقه لي مع كل تلك السنوات جعلها رجل مختلف فاصبح يميل لكل ما اريده يمارسه بدون قصد منه حتى لو كان يرفضه
يجدني معه في كل امر يمارسه من افعالي هو لايقصد مايفعله ولا يتعمد فعله
وانا اعلم انها حاله يتلبسني فيها فاكون في نظره بالقرب الذي يتمناه
تلك اللحظه .

ليست هناك تعليقات: